<
11 March 2025
حمدان: نطالب كمواطنين تسليح جيشنا، وتأمين المعيشة الكريمة لعسكريينا، وتحرير أسرانا قبل البدء بتنظيرات الاستراتيجية الدفاعية

كتب العميد المتقاعد مصطفى حمدان على منصة X:

عام ١٩٦٩..

تسلل العدو الاسرائيلي إلى مخفر الجيش اللبناني في تل النحاس بين بلدة القليعة وقرية كفركلا، ويبعد عن تخوم الجليل في فلسطين ٢٥ متراً، واختطف ٥ عسكريين من الجيش اللبناني.

أرسلت قيادة الجيش اللبناني سرية من فوج المغاوير الحديث النشأة آنذاك إلى تلة كنيسة مار جاورجيوس في ‫مرجعيون‬، ووضعت الخطط من قبل قيادة القطاع الشرقي، للتسلل إلى قلب الجليل من قبل مغاوير الجيش، وأسر جنود من العدو الاسرائيلي لإجراء عملية تبادل لاسترداد الجنود اللبنانيين الأسرى.

أطلق العدو سراح المخطوفين بعد ٢٤ ساعة، بعدما أدرك أن الجيش اللبناني مصمم على تنفيذ عمليات تسلل إلى داخل فلسطين المحتلة، رداً على خرقه للحدود والاعتداء على السيادة والكرامة الوطنية.

إن في هذا الزمن الجميل الذي يعرفه المخضرمين، من ضباط ورتباء وجنود جيشنا، كانت أرضنا الجنوبية اللبنانية محررة، ولم يكن هناك لا يونيفيل ولا مسيّرات ولا لجنة خماسية، أو ترامب أو نتانياهو، أو مقررات قمم لا تُسمن ولا تغني من جوع.

كان والدي الرحيم العميد فهمي قائداً للقطاع الشرقي، ويدرك تماماً أن المسؤولية الوطنية وشرفه العسكري، تقتضي المواجهة والمقاومة بوجه العدو الاسرائيلي، رغم أن الفجوة في الإمكانيات والقدرات العسكرية الاسرائيلية، بين الجيش اللبناني وجيش العدو الاسرائيلي، هي نفسها مثل اليوم نسبياً.

اليوم يبقى جيشنا اللبناني هو قرشنا الأبيض في أيامنا السوداء، وهو الضامن والحامي، لكل أبناء وطننا، والمهام ضخمة والصعاب جمّة والمواجهة مع العدو أشمل وأكثر تعقيداً، ولكننا نؤمن بجيشنا وأبنائنا العسكريين، وقدرتهم على مقاومة العدوان.

نتوجه إلى قيادة الجيش اللبناني، بأسمى آيات التعزية بالشهداء، ونحن على يقين تام أن هذه القيادة ستسترد أسيرنا العسكري بكافة الوسائل والإمكانيات والقدرات.

نتوجه إلى القيادة السياسية في وطننا، وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، لنطالب كمواطنين تسليح جيشنا، وتأمين المعيشة الكريمة لعسكريينا، وتحرير أسرانا قبل البدء بتنظيرات الاستراتيجية الدفاعية.

أما أنتم الصامتون والخانعون أمام العدو، ودوسه على السيادة الوطنية والكرامة المزيفة التي تتغنون بها، أخرجوا بمظاهرة إلى سفارة مدير نتانياهو الأميركي، للمطالبة بإطلاق سراح الجندي الأسير، إذ كنتم صادقون في مواطنيتكم اللبنانية.