<
20 April 2025
لبنان على حافة الزوال… والسكوت خيانة - بسام صراف

نحن أمام لحظة مصيرية. لا تحتمل التجميل، ولا التردّد، ولا لغة النعومة.
البلاد تُسرَق، تُستباح، تُفرَغ، فيما البعض لا يزال يتعامل مع ما يجري كأنه تفصيل ثانوي في نشرات الأخبار.

المشكلة ليست في الحرب، بل في الاحتلال الصامت.

نعم، الاحتلال موجود.
ليس بدبابة، بل بأرقام، وبقوانين رخوة، وبمنظومات “إنسانية” تفتح الأبواب ولا تُغلقها.
مليونان ونصف نازح سوري اليوم يعيشون داخل جسد الوطن، يأكلون من موارده المنهوبة، يستفيدون من كل دعم خارجي وداخلي، ويتقاسمون مع اللبناني ما تبقى من هواء وماء وفرصة.

هل هذه ضيافة؟
لا. هذا اغتصاب ناعم.
احتلال ديموغرافي يتغلغل ببطء، لكنه ثابت. لا صوت يعلو فوقه، ولا سلطة تجرؤ على مواجهته.

الترحيل أصبح ضرورة. لا خيار. لا مفر.

طوعيًا لمن شاء، وإجباريًا لمن أصرّ على البقاء بلا وجه حق.
نحن لسنا عنصريين. نحن أهل الأرض.
والأرض لا تُقاس بعدد الخيام، بل بجذور الانتماء.

كل من يحاول تسخيف هذه المطالب، أو التهرب منها، أو استبدالها بشعارات فارغة، يشارك في قتل لبنان.
ليس من الوطنية أن تصمت، بل أن تقاوم.
وليس من الإنسانية أن تُقدّم بلدك قربانًا لأجندات أكبر منك.

المطلوب الآن مقاومة… لا مساومة

لقد حان الوقت.
كل لبناني مسؤول.
كل مواطن يجب أن يكون خفيرًا على حدود الهويّة، حارسًا لكرامة وطنه، مقاومًا بالصوت والموقف والرفض والمواجهة السلمية والمدنية.

لا تنتظروا أحدًا.
لا تنظُروا إلى فوق.
القرار بأيدينا نحن، نحن الذين ندفع الثمن من جيوبنا، من لقمة أولادنا، من أعصابنا، من وجودنا.

لن يُنقذنا بيان، ولا اجتماع، ولا مؤتمر.
ما يُنقذ لبنان هو انفجار الوعي، لا انفجار الغضب فقط.

كل من يسكت عن هذا الواقع هو شريك في الجريمة.
كل من يبرر أو يماطل أو يساير، هو خنجر في ظهر هذا الوطن.


لبنان لن يُمحى، لأن فيه شعبًا لم يمت.
فيه قلوب لا تُشترى، وأرض لا تُباع، وكرامة لا تُقايَض.
لكن هذا الشعب يجب أن ينهض، لا ليُطالب، بل ليُنجّي نفسه.

إما أن نُنقذ الوطن الآن، أو نقرأ عليه السلام غدًا.
إما أن نُخرِج الاحتلال بصوتنا وموقفنا، أو نُدفن تحت رماد صمتنا.
إما أن نقوم… أو نسقط دون رجعة.

والذين صمتوا ورضخوا وسهّلوا وسكتوا،
سيمضون إلى حيث تُطوى صفحات الخيانة:
إلى الحبس،
إلى المحاسبة،
إلى مزابل التاريخ.

أما لبنان، فسيقوم.
وسيعود حيًّا من بين الأنقاض، لأن الربّ الذي لم يتركه في الحرب،
لن يتركه في زمن الذلّ.