جدّدت طهران، اليوم السبت، تمسّكها برفع العقوبات الأميركية بشكل كامل، في مقابل التراجع عن انتهاكاتها لبنود الاتفاق النووي، والعودة كاملة لالتزاماتها السابقة.
وذكرت قناة "برس تي في" أن وزارة الخارجية الإيرانية رفضت، يوم السبت، أي رفع تدريجي للعقوبات. وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده: "الموقف النهائي لإيران ثابت حول التمسّك برفع جميع العقوبات الأميركية".
يأتي ذلك، بعدما اتفقت ايران والولايات المتحدة على عقد محادثات غير مباشرة في فيينا الثلاثاء المقبل، لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، ستركّز على "الخطوات النووية التي سيتعيّن على إيران اتخاذها من أجل العودة للالتزام" بذلك الاتفاق.
والجمعة، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن المحادثات ستكون قائمة على مجموعات عمل يشكّلها الاتحاد الأوروبي مع باقي المشاركين من الدول الموقّعة على الاتفاق النووي، بما يشمل إيران.
وأضاف برايس: "لا نزال في المراحل الأولى، ولا نتوقّع انفراجة فورية لأننا أمام مناقشات صعبة، لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة"، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة مع طهران.
من جهته، قال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي الذي يُنسّق لإحياء الاتفاق: إن الهدف هو التوصل لاتفاق خلال شهرين. مضيفًا: إن المحادثات ستسعى لوضع قوائم للتفاوض تضمّ العقوبات التي يمكن للولايات المتحدة رفعها، والالتزامات النووية التي على إيران الوفاء بها.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن الهدف من الاجتماع المقبل في فيينا هو "وضع اللمسات الأخيرة بشكل سريع على خطوات رفع العقوبات والإجراءات النووية من أجل إلغاء منسّق لكافة العقوبات، ليتبع ذلك توقف إيران عن الإجراءات العلاجية".
تخصيب اليورانيوم ورقة مساومة إيرانية
واعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن عملية تخصيب اليورانيوم هي "ورقة مساومة لن تتنازل طهران عنها".
وأكد صالحي أن المفاوضات بين إيران ومجموعة "5+1"، "لن تتجاوز البرنامج النووي"، مشيرًا إلى أن تخصيب اليورانيوم قد أدى إلى زيادة القوة التفاوضية لبلاده.
وقال صالحي عبر تطبيق "كلوب هاوس": إن الملف النووي يعتبر اليوم أحد العناصر الأساسية لسلطة النظام الإيراني، مضيفًا أنه "إذا توصلنا إلى اتفاق، فيمكننا إيقاف التخصيب بنسبة 20%، وتفكيك أجهزة الطرد المركزي الجديدة على الفور، إلا أن خطوة تفكيك الأجهزة الجديدة ستستغرق بعض الوقت".
التفاوض لن يكون سهلًا بين إيران والولايات المتحدة
وأبدى مراقبون قلقهم من أن الطريق أمام المفاوضات لا يزال مليئًا بالأشواك، وأن الأسابيع المقبلة لن تكون سهلة.
وقال علي فايز مسؤول الملف الإيراني في مركز "مجموعة الأزمات الدولية" لصحيفة "فايننشال تايمز": "الشيء الإيجابي في اللقاءات هذه، سعيها لوضع خارطة طريق، وبمجرد أن تكون هناك خطة عمل أو خريطة، لن يكون لدى الطرفان على الأقل أي أوهام حول الشكل الذي ستبدو عليه نهاية تلك اللعبة"، لكنه أضاف أن التفاوض حول خريطة طريق كاملة سيكون "شاقًا وصعبًا".
إلى ذلك، أكد 3 أشخاص مطلعون على الملف، للصحيفة أن إيران أبلغت المسؤولين الأوروبيين في اجتماع عقد مطلع الأسبوع الجاري في فرانكفورت، أنها تُريد الاتفاق على خارطة طريق لعودة الجانبين إلى الامتثال الكامل والمتبادل ببنود الاتفاق.
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض عقوبات؛ مما دفع إيران لانتهاك بعض قيود الاتفاق ردًا على ذلك.