A
+A
-حسب القوانين الأميركية، يحصل نائب الرئيس على رئاسة البلاد في حال شغور منصب الرئيس إما بسبب المرض أو الموت أو الاستقالة أو الإقالة من المنصب. وفي حال شغور منصب نائب الرئيس أيضا، يحصل الناطق باسم مجلس النواب على الرئاسة. إلى ذلك، شهدت فترة السبعينيات حدثا فريدا من نوعه بالتاريخ الأميركي. فعقب استقالة ريتشارد نيكسون (Richard Nixon)، تولى منصبي الرئيس ونائب الرئيس شخصان لم يتم انتخابهما من قبل المواطنين الأميركيين.
أثناء معاناته من فضيحة ووترغيت (Watergate)، واجه الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون مصاعب جديدة عقب استقالة نائبه سبيرو أجنو (Spiro Agnew) الذي كان قد اعترف في وقت سابق بالتهرب الضريبي. وحسب القوانين الأميركية السابقة، كان من المفترض أن يظل مركز نائب الرئيس شاغرا لحدود الانتخابات الرئاسية التالية.
وفي الأثناء، اتجه ريتشارد نيكسون بتلك الفترة للاعتماد على التعديل الدستوري الخامس والعشرين، الذي تم تمريره سنة 1967 والذي سمح للرئيس بتعيين نائب له في حال شغور منصب النائب، ليعين زعيم الأقلية بمجلس النواب جيرالد فورد نائبا له.
إلى ذلك، لم تدم الفترة الرئاسية الثانية لنيكسون طويلا. فبحلول آب/أغسطس 1974، أقدم الأخير على الاستقالة من منصبه بسبب فضيحة ووترغيت ليحصل بذلك نائبه جيرالد فورد على رئاسة البلاد ويصبح بذلك الرئيس الثامن والثلاثين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
رئيس ونائبه بدون انتخابات
مع حصوله على منصب الرئيس وموافقة الكونغرس الأميركي عليه، لم يتردد جيرالد فورد في تعيين حاكم ولاية نيويورك السابق والمليونير نيلسون روكفيلر (Nelson Rockefeller) نائبا له.
ويوم 19 كانون الأول/ديسمبر 1974، قدم روكفيلر القسم عقب حصوله على موفقة الكونغرس. وعلى إثر هذه الأحداث، أصبح للولايات المتحدة الأميركية رئيس ونائب رئيس حصلا على منصبهما دون المرور بالانتخابات ودون الحصول على موافقة الناخبين الأميركيين.
إلى ذلك، نال نيلسون روكفيلر هذا المنصب بعد سنوات طويلة طارد خلالها رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. فمنذ العام 1960، ترشح الأخير بثلاث مناسبات للرئاسيات أملا في الظفر بهذا المنصب. من جهة ثانية، امتلك جيرالد فورد العديد من الخيارات لمنصب نائب الرئيس. وبتلك الفترة، احتار الأخير بين روكفيلر وجورج بوش الأب. وفي النهاية، وقع اختياره على نيلسون روكفيلر الذي شغل منصب حاكم نيويورك لمدة 15 سنة وعمل تحت رؤساء عدة كفرانكلن روزفلت وهاري ترومان ودوايت أيزنهاور.
خلال العام 1976، تقدم جيرالد فورد للرئاسيات كممثل عن الحزب الجمهوري. وبهذه الانتخابات، تخلى فورد عن روكفيلر واتجه للاعتماد على بوب دولي (Bob Dole) كمرشح لمنصب نائب الرئيس. إلى ذلك، شهدت هذه الانتخابات خسارة جيرالد فورد الذي انهزم حينها أمام جيمي كارتر بفارق 57 صوتا بالمجمع الإنتخابي.