استأنفت إسرائيل، فجر الثلاثاء الماضي، هجماتها على قطاع غزة بعد فترة من الهدوء النسبي، وشنت غارات جوية مكثفة على مناطق متعددة في القطاع، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل أكثر من 470 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، جراء ضربات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل للقصف الجوي.
وأردف أنه في اليوم الثاني لتجدد الحرب سجل أكثر من 70 قتيلاً حتى مساء الأربعاء في القطاع بينهم أطفال ونساء وعوائل.
سر التصعيد والتوقيت
والسؤال الآن ما سر هذا التصعيد المفاجئ ؟ ولماذا في هذا التوقيت؟
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب أحمد الشاذلي ، لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت" إن ما يحدث حاليا يرجع إلى المشاكل والضغوط الداخلية المحيطة بنتنياهو وحكومته المهلهلة بعد خروج وزير الأمن الداخلي بن غفير، فضلا عن تهديد وزير المالية سموتريتش بالاستقالة في حالة عدم العودة للحرب، ما قد يتسبب في سقوط حكومة الائتلاف ويمهد لانتخابات مبكرة، مضيفا أن هذا ما يمثل كابوسا لنتنياهو حيث سيفقد كل شيء ويدفع بمحاكمته على الفساد والرشاوي، بجانب الخنق المجتمعي الداخلي تجاهه لفشله في استعادة الأسرى الإسرائيليين وقراره الأخير بإقالة رئيس الشاباك.
وتابع الخبير المصري قائلا: لهذا كله لم يجد نتنياهو طريقا غير الهروب للأمام بالعودة إلى القتال وتغيير الأوضاع المحيطة به وتقليل الضغوط وهو ما ظهر من خلال عودة بن غفير للحكومة وما يحمله ذلك من تقوية لموقف نتنياهو وحكومة الائتلاف، مشيرا إلى أن نتنياهو سبق كل ذلك بتعيين رئيس أركان جديد موال له ليقوم بتنفيذ رؤيته من دون نقاش أو تعديلات، وهو ما ظهر من خلال الإعلان عن بداية عملية برية جديدة في غزة، ولكنها محدودة للسيطرة على محور نتساريم الذي يقسم غزة للسيطرة على التحركات شمالا وجنوبا.
وتابع الخبير المصري: علي جانب آخر نجد أن توجيه الضربات الإسرائيلية تجاه غزة يعد نوعا من الضغط على حماس عقب الإعلان عن المفاوضات الأميركية المباشرة مع الحركة من دون أي تقدم يذكر، منوها إلى أنه من المنتظر استمرار الضغط الاسرائيلي بدعم أميركي على حماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وتقليل الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو، ومحاولة تحقيق أحد أهداف الحرب المعلنة والتي فشلت إسرائيل في تحقيقها سابقا برغم الإعلان عن تغيير قواعد اللعب مع الحركة.