A
+A
-وسط التحقيقات الداخلية الجارية في البنتاغون لجهة تسريب معلومات عبر تطبيق المحادثة "سيغنال" بين وزير الدفاع بيت هيغسيث وعدد من كبار المسؤولين حول ضربات أميركية على مواقع حوثية في اليمن في مارس الماضي، لا تتوقف تداعيات هذه القضية التي شغلت الرأي العام الأميركي.
اختبارات كذب
فقد اتضح أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية يعيشون رعباً بعد أنباء تتحدث عن إجبارهم على الخضوع لاختبارات كشف الكذب لإثبات أنهم لا يسربون معلومات حساسة إلى وسائل الإعلام.
وأفاد مصدر في البنتاغون بأن تحذيرا عبر البريد الإلكتروني من الاستخدام المحتمل لاختبارات كشف الكذب خلق أجواء من الترهيب.
كما أكد أن البنتاغون أصبح بمثابة "صندوق باندورا" من عدم اليقين بعد إقالة ثلاثة من كبار المسؤولين ومغادرة اثنين آخرين من كبار المدنيين في الأسبوع الماضي، مما ترك بيت هيغسيث، وزير الدفاع، بدون مستشارين رئيسيين.
كما تابع أن الأمر غير العادي هو أن اختبارات كشف الكذب يتم التهديد بها ليس لكشف الموظفين المدنيين المحتملين المعارضين للرئيس ترامب، ولكن للقبض على المعينين السياسيين المشتبه في تسريبهم معلومات سرية أو حساسة.
وأشار إلى أن هناك مخاوف أيضا من أن يتبع البنتاغون مثال وزارة الأمن الداخلي، حيث أمرت بعض المسؤولين بتسليم هواتفهم للتحقق من ولائهم السياسي ونشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال: "يعيش مسؤولو البنتاغون يوميًا في خوف من الإقالة. كل هذا يُسبب تشتيتًا كبيرًا، وسأُصدم إذا ظل هيغسيث وزيرًا للدفاع لفترة أطول".
تحقيق داخلي
يأتي هذا بينما يخضع هيغسيث نفسه للتحقيق من قِبل المفتش العام للبنتاغون لتورطه في محادثة جماعية عبر تطبيق "سيغنال" الشهر الماضي بين كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب حول الضربات الجوية المرتقبة على الحوثيين في اليمن.
وكان من بين المشاركين في مجموعة الرسائل النصية جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة أتلانتيك، الذي دُعي للمشاركة سهوًا.
كذلك يواجه هيغسيث مزيدًا من التحقيقات بعد أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هيغسيث ناقش أيضا الضربات الجوية على الحوثيين مع مجموعة دردشة ثانية على "سيغنال" والتي ضمت زوجته جينيفر، وهي منتجة سابقة في "فوكس نيوز"، وشقيقه فيل وتيم بارلاتور، محاميه الشخصي، وكلاهما يعمل في بعض القدرات في البنتاغون.
إلى ذلك، نفى شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، في رد على وسائل التواصل الاجتماعي، مناقشة أي معلومات سرية في أي من محادثات "سيغنال".
فيما أثارت تلك الواقعة ضجّة كبيرة آنذاك، ولا يزال التحقيق الذي يجريه المفتش العام للبنتاغون حول تلك التسريبات مستمرا.